نظم وقف محبي النبي في ولاية ديار بكر التركية بياناً صحفياً للرد على اعتداءات نظام الاحتلال الصهيوني على غزة.

وقرأ عضو مجلس إدارة وقف محبي النبي "يعقوب كايا" البيان الصحفي الذي أقيم أمام مسجد حضرة في منطقة "كايابنار".

 ولفت "كايا" الانتباه خلال البيان الذي قرأه إلى الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام الاحتلال الصهيوني في غزة منذ 84 يوما وصمت الأمة الإسلامية حيال ذلك.

وبدأ "كايا" بيانه بالآية الـ140 من سورة آل عمران: " إن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ".

"وتابع: "إن الوحشية الصهيونية والإبادة الجماعية مستمرة في غزة منذ 84 يومًا بكل وحشيتها، ويقتل الأطفال والرضع الأبرياء والنساء والمدنيون المضطهدون أمام أعين العالم، والأمة تكتفي بمراقبة هذه الوحشية".

وقال كايا: "لقد وقفت الدول الصالحة وصاحبة الضمير في جميع أنحاء العالم، من آسيا إلى أوروبا، ومن أفريقيا إلى أمريكا، ولعنت الإبادة الجماعية الصهيونية، إلا أن الدول والحكومات أصمّت آذانها عن صوت شعوبها، وبعضها يؤيد الإبادة الصهيونية، والإبادة الجماعية، بينما يبقى الآخرون متفرجين.

ولقد تركت حكومات وإدارات الدول الإسلامية أشقائها الفلسطينيين وقضية القدس تحت رحمة الصهاينة والإمبرياليين، بردود أفعال لا تتجاوز الإدانة والخطابات الرنانة.

وتستمر المجازر والإبادة الجماعية، فالمحتل الصهيوني لا يعرف قيمة ولا حدودا لبطشه وتدميره ووحشيته، وإن المنظمة الإرهابية الصهيونية إسرائيل تقصف باستمرار المساكن والمباني العامة والمساجد والمدارس والجامعات والمستشفيات والشاحنات التي تحمل المساعدات في غزة منذ 7 تشرين الأول، وتذبح الأطفال الأبرياء والعزل في غزة المضطهدة".

"نظام الاحتلال الصهيوني يواصل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية"

ولفت "كايا" الانتباه إلى الإبادة الجماعية والدمار الذي أحدثه نظام الاحتلال في غزة، قائلاً: "وبحسب تصريحات حكومة غزة، فإنه استشهد نتيجة لهجمات المنظمة الإرهابية الصهيونية إسرائيل حتى الآن 21 ألفاً و320 من إخوتنا الفلسطينيين، بينهم 8 آلاف و800 طفل و6 آلاف و300 امرأة، وأصيب 55 ألفاً و603 أشخاص، كما فقد 7 آلاف شخص آخرين، 70 بالمئة منهم نساء وأطفال، تحت أنقاض المباني المنهارة ومصيرهم مجهول.

كما قُتل 311 عاملاً في مجال الرعاية الصحية وأكثر من 200 طبيب و40 ضابطًا في الدفاع المدني و105 صحفيين، واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 2600 فلسطيني، بينهم 8 صحفيين و40 عاملاً في مجال الرعاية الصحية.

وتم قصف 355 ألف مسكن، و126 مبنى حكومي، و315 مسجداً، و3 كنائس، و285 مدرسة وجامعة، و140 مستشفى ومركزاً صحياً، رغم وجود أشخاص في أكثر من مائة سيارة إسعاف في غزة، وقد دمرت هذه المباني كلياً أو جزئياً وأصبحت غير صالحة للاستعمال، ونزح مليون و8 آلاف شخص في قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2 مليون و300 ألف نسمة.

وبما أن المستشفيات والمراكز الصحية في غزة تعرضت لأضرار بالغة، فلا يمكن علاج الجرحى، وبسبب المباني المنهارة والبنية التحتية المدمرة، لا يستطيع سكان غزة الحصول على المياه النظيفة والغذاء، ولقد نفدت الأدوية والمستلزمات الطبية في غزة، وتفشت الأوبئة، ومرض مئات الآلاف من إخواننا في غزة، وخاصة الرضع والأطفال".

وأضاف "كايا" خلال البيان ما يلي: "إن المنظمة الإرهابية الصهيونية إسرائيل ترتكب هذه الأعمال الوحشية والإبادة الجماعية في غزة بدعم من الولايات المتحدة وإنجلترا والدول الأوروبية، وفي حين أن الدول الغربية ككل تدعم الوحشية الصهيونية بكل مواردها، كما تجلى في حديث ’كفر الأمة الواحدة’، إلا أن حكومات الدول الإسلامية للأسف غير قادرة على القيام بما يتطلبه الأمر في حديث "المسلمون أمة واحدة".

"الدول الإسلامية لا تقوم بواجبها تجاه غزة"

وتابع "كايا" تصريحاته على النحو التالي:

"الدول الإسلامية لا تقوم بواجبها تجاه غزة، لقد أصبحت غزة طي النسيان، خلال الأسبوع الماضي، لم يتم الحديث عن غزة في وسائل الإعلام التركية، لقد تحول اهتمام الرأي العام عن غزة، ولم يتم الحديث سوى عن الانتخابات، وكأن الإرهاب والمجزرة الصهيونية قد انتهت، وأصبح كل شيء طبيعي، وتم حل القضية برمتها، والفظائع مقبولة، والشاشات والصفحات التي لا تعلن عن الفظائع الصهيونية تغطي المجازر الصهيونية من خلال هذا سلوك.

وتستمر مجازر المنظمة الإرهابية الصهيونية إسرائيل بكل عنفها، ويستشهد كل يوم المئات من النساء والأطفال، ففي الأسبوع الماضي وحده، تم تدمير ما يقرب من 50 ألف منزل في غزة بالقنابل وقُتل 2000 من إخوتنا في غزة بوحشية.

ولكن على الرغم من كل هذا الخذلان، فإن غزة تقاوم بقوة الإيمان، تحمد الله، لقد وضعت ثقتها فيه بعبارة حسبنا الله ونعمل الوكيل، وتثابر على جهادها، إنها ترسل كل يوم المئات من أبنائها إلى ربها إخلاصا لقضية القدس".

"دعونا لا ننسى غزة والوحشية الصهيونية ودعونا لا ندعهما ينسيان"

وشدد "كايا" على ضرورة الوقوف في وجه الوحشية الصهيونية، وقال: "دعونا لا ننسى غزة والوحشية الصهيونية ودعونا لا ندعهما ننسى، اللحظة التي ننسى فيها غزة وأطفالها ستكون اللحظة التي ينسانا فيها الله، نحن أمة النبي محمد الذي قال: ’’الساكت ضد الظلم شيطان أخرس’’، لن نسكت ولن نصمت على الظلم وسنقف في وجه الوحشية الصهيونية، سنقف إلى جانب إخواننا في غزة وسنكون في الساحات حتى النصر.

لا يوجد ماء ولا طعام ولا دواء ومستلزمات طبية في غزة، ولم يعد هناك مكان للمأوى، الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والجرحى في الخارج، في البرد، جائعون ومكشوفون، إن غزة محرومة من جميع أنواع المرافق الإنسانية الأساسية، ويجب كسر الحصار المفروض على غزة ويجب توصيل المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وعلى حكومات الدول الإسلامية أن تتجنب ذل طلب الإذن من المنظمة الإرهابية الصهيونية إسرائيل لمساعدة إخوانها في غزة".

"لا ينبغي ممارسة الحيل الصهيونية"

وأكد "كايا" أنه لا يجوز الجلوس على طاولة المفاوضات بينما تستمر المجازر والإبادة الجماعية في غزة، وتابع قائلاً: "قال الله تعالى: «إن يمسسكم قرح فقد مس القوم مثله إسرائيل الصهيونية القاتلة للأطفال تعاني جراحاً عظيمة على أيدي المجاهدين. إن العصابة الإرهابية الصهيونية، التي يتم تسويقها للعالم على أنها لا تقهر، تتكبد خسائر فادحة أمام كتائب القسام وسرايا القدس. بعد أن فقد تفوقه على أرض الملعب، يحلم الغازي الصهيوني بالفوز على الطاولة. لا ينبغي ممارسة الحيل الصهيونية. ويجب على الممثلين الشرعيين للشعب الفلسطيني ألا يقبلوا أي اتفاق أو اقتراح يتجاهل حماس والجهاد الإسلامي. فبينما تتعرض غزة بأكملها لإطلاق النار، لا ينبغي لنا أن نجلس إلى طاولة المفاوضات مع المحتلين الصهاينة. "أولا وقبل كل شيء، يجب أن تنتهي الهجمات والمجازر".

وختم "كايا" البيان قائلاً: "يجب وقف الاعتراف بنظام الاحتلال الصهيوني كدولة، وينبغي إنهاء جميع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والثقافية والسياسية، وينبغي للحكومة أن تبدأ الإجراءات القانونية اللازمة لمحاكمة جميع المسؤولين في المنظمة الإرهابية الصهيونية إسرائيل كمجرمي حرب، ويجب وقف أنشطة قاعدتي كورجيك وإنجرليك اللتين تقدمان الدعم الاستراتيجي للمحتلين الصهاينة، ويجب إغلاق جميع البحار والمطارات التي تقدم الدعم اللوجستي أمام سفن وطائرات نظام الاحتلال، وعلى الحكومة أن تتخذ خطوات رادعة في مواجهة الهمجية الصهيونية.

وإن قضية فلسطين هي قضية الأمة المشتركة، والمسجد الأقصى والقدس قيمتان مشتركتان للمسلمين، ولا ينبغي أن نفقد هذا الوعي، بل ينبغي أن يظل حيا لأجيال عديدة.

ونحن كمحبي النبي نكرر؛ قضية القدس هي قضيتنا، وسنواصل دعم إخواننا الفلسطينيين بكل إمكانيتنا، إنهم ليسوا وحدهم، تحية للشعب الفلسطيني! تحية للشهداء!" (ILKHA)